ما هي الحواس؟ وكم حاسة نملك؟

حسناً لا بد من أننا كلنا في مرحلة ما من حياتنا قمنا بالتعلم عن الحواس خمس, وكان المعلمون يخبرونا أنه هناك خمس حواس لدى الإنسان وهي:(اللمس , الشم , التذوق , البصر , السمع).

ولا بد من أننا أستمتعنا بتعلم هكذا "حقائق" مسلية, ولكن ما حدث فعلاً هو أنه تم نسيان نقطتان مهمتان وهما:

1- ما هي الحواس؟
الأحاسيس هي المشاعر التي تحدث لنا عند تغير الأوضاع الفيزيائية والكيميائية المحيطة بالجسم, وهكذا في حال تغير رائحة المكان (تغير فيزيائي وكيميائي) يلتقط الأنف الرائحة.... إذن فهمنا ما هي الحواس, الآن يجب أن نعرف كيف نحس بها.
بشكل بسيط يتم تلقي الأحاسيس عبر الأعضاء الخاصة بها, مثلاً السمع تتلقاه الأذن, الشم يتلقاه الأنف, اللمس يتلقاه الجلد.....
وبعد أن يتلقى العضو الإحساس يقوم بإرسال ما تلقاه للدماغ, ومنها الدماغ يعالج الإحساس لنحس به نحن.
والدماغ يقوم بمعالجة كل إحساس في مكان منه, حيث أن كل نوع من الأحاسي له مكان محدد في المخ ليقوم بمعالجته.

مثل ما هو موضح كل حاسة لها مركز لمعالجتها في المخ

حسناً فهمنا ماهية الإحساس, لكن هناك لغط آخر كان يحد في المنهاج الدراسي الخاص بنا, هل نملك فعلاً خمس حواس فقط؟

2-كم حاسة نملك؟

إذا كنت متابعاً للإنترنت والفيس بوك والتويتر في السنوات الأخيرة لا بد وأنك سمعت بهذا المعلومة وهي أننا لا نملك خمس حواس فقط بل نملك أكثر بكثير, وحدث هذا اللغط في زمن ارسطو, نعم هذا الرجل الذي ملئ عقول الناس بالترهات والخرافات وهو من نشر فكرة تسطيح الأرض, وأن الأرض مركز الكون, وأن الإنسان يملك خمس حواس.... وخرافات هذا الرجل سيطرت على العالم وأوروبا لآلاف السنين.

إذن كم حاسة نملك فعلياً؟ حسناً العلماء لم يتوصلوا إلى عدد محدد, بل ما زالوا حتى الآن يتناقشون حول العدد الفعلي ولكن المكتشف والمتفق عليها حالياً هي الحواس الارسطية الخمس, وبعض الحواس الأخرى منها:

التوازن: الإحساس بالتوازن يتم تلقيه عبر الأذن الداخلية والعينين والجهاز العصبي, كلها تقوم بإرسال ما تلقته للدماغ ليقوم الدماغ بمعالجة الأحاسيس المتلقاة, لنحس نحن بدورنا بالتوازن ونستطيع الوقوف والمشي, والإحساس بالتوازن يقابله إحساس معاكس له وهو الإحساس بعد التوازن (الدوار او الدوخة) واعراضه هي الإحساس بالغثيان, عدم القدرة على التوازن وربما يرافقه السقوط أو الإغماء....

الإحساس بالحرارة: هي الإحساس بدرجة الحرارة, العضو المستقبل لها هو الجلد, حيث الأعصاب الحسية في الجلد التي تحس باللمس هي نفسها تستطيع الإحساس بدرجة الحرارة, وبعد أن تتلقى الإحساس تقوم بإرسال ما تلقته للنخاع الشوكي ومنه إلى الدماغ حيث يقوم بمعالجته لنحس نحن بالبرودة والحرارة...... إلخ

الألم: هو شعور سلبي, يأتي نتيجة تضرر أحد أعضاء الجسم, مثل حرق الجلد, ألم الأسنان, ألم المعدة, الصداع, الرضوض, الكسر..... إلخ

ليس هناك عضو محدد متلقي له كل أعضاء الجسم لها إمكانية تلقي الألم في حال تضررها, طبعاً هناك حالات لا يمكن فيها تلقي الألم مثل شلل العضو المتضرر, أو فقدان الإحساس به كلياً أو تخدره, وبعد تلقي الإحساس يتم إرسال الإحساس المتلقى للدماغ ليقوم بمعالجته ولنحس بدورنا بذلك الإحساس المكروه..... الألم.

الزمن: تك تاك تك تاك تك تاك, هذا هو الشعور بالزمن ومرور الوقت, ويتم تقدير الوقت المنقضي في الدماغ, والدماغ على عكس إحساسنا المبشر يستطيع الإحساس حتى بالميلي ثانية, ومن الواضح أن العضو المتلقي هو الدماغ, لكن في بعض الأحيان نحس بمرور الوقت بسرعة أو ببطئ ما سبب هذا؟ سببه أن الدماغ يستطيع تلقي الإحساس بالوقت بأدق تفاصيله ولكن في حال كان منشغل بمعالجة أحاسيس أخرى قد تطغى على تقدير الوقت في الدماغ, وفي  أوقات أخرى نحس ان الوقت يمر ببطئ وهذا تفسير خاطئ لأن الوقت لا يبطأ بل إننا نحس به ويقوم الدماغ بتقديره, حتى بأدق التفاصيل وهذا بسبب فراغ الدماغ من معالجة الأحاسيس والمشاعر الاخرى.
الجوع والعطش: أنا جوعان أريد تناول قطعة من البيتزا, انا عطشان أريد شرب قدح من الماء, نعم هذا الشعور الذي يوصف في الوطن العربي "بالكافر", بل ويشعر به المسلمون بشكل خاص أكثر في رمضان, وهذا الشعور الذي يشعر الكثير من أطفال أفريقيا والعالم بالمرارة, إنهما الجوع والعطش طريقة حدوثه:
عندما يأكل الكائن الحي فإن الخلايا الدهنية تزيد إنتاج هرمون اللبيتين مما يؤدى إلى ارتفاع مستواه في الدم مما يقل إحساس الكائن الحى بالاحتياج للطعام وبعد ساعات من التوقف عن الطعام فإن نسبة الهرمون تقل بطريقة كبيرة مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة هرمون الجيرلين والذي بدوره يعيد الإحساس بالحاجة إلى الطعام. (المصدر: ويكيبيديا).
أما العطش: فهذا الإحساس يحدث عند جفاف الجسم, وذلك لأن الماء يشكل غالبية الجسم, وبالطبع يفقد الإنسان الكثير من السوائل خلال اليوم الاعتيادي, عن طريق التعرق التبول التنفس أو الحرارة والقيء والإسهال والبراز, لذلك نحتاج لشرب الماء بشكل متكرر خلال اليوم, العضو المتلقي لإحساسي الجوع والعطش هو الدماغ الذي تصله إشارات النقص عن طريق أعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد.
الحكة: أتشعر بالحكة الآن خلال القراءة؟ أعتقد اننا كلنا شعرنا بالحرج أثناء حك جسمنا اما الآخرين لنبدوا وكاننا متسخين, الحكة بشكل حصري تصيب الجلد, وأسبابها متعددة, منها:( الحساسية, جفاف الجلد, الطفح الجلدي, الأمراض الجلدية, الأضطرابات العصبية.....إلخ), بشكل معروف العضو المتلقي لإحساس الحكة هو الجلد وبالتحديد الأعصاب الحسية في الجلد, ومن ثم تنتقل للنخاع الشوكي لتصل للدماغ الذي يعالجها لنشعر نحن بالحكة ونبدأ بها.
إدراك الحركة أو وضعية الجسم: الحاسة التي تمكن الدماغ من معرفة وضعية وحركة العضلات في الاجزاء المختلفة من الجسم؛ وذلك بواسطة مستقبلات الحس العميق (Proprioceptor) التي ترسل الاشارات من العضلات، المفاصل والاوتار. (المصدر ويب طب).

وبهذا الإحساس نستطيع الإحساس بوضعية الجسم وبالأعضاء التي نقوم بتحريكها مثل تحريك اليد, القدم.... إلخ

الأحاسيس المشكوك بها: وهي الأحاسيس التي أحس بها البعض ولكن لم تثبت علمياً, ربما قد أثبت بعضها بالتجربة, لكن لم يوجد لها تفسير علمي وطبي متفق عليه حتى الآن, أمثلة عليها:

الحاسة السادسة, شم الخوف, شم الخيانة, الإحساس بالخطر, رؤية المستقبل, الإحساس بالكائنات الأثيرية(الجن الأشباح.... إلخ), الإحساس بألم الآخرين أقربائك ربما أخوك أو أحد أفراد عائلتك, العين الثالثة.... إلخ

ختاماً

هناك الكثير من الأحاسيس الأخرى اعزائي القراء ولكن هذا ما تيسر لي كتابته والتأكد من صحته, في هذا المقال نتعلم درساً قيماً وهو أن لا نثق بكل شيء شك دائماً بكل شيء حتى بنفسك أبحث وأبحث حتى تصل للحقيقة, لن ما أعتبرته يوماً حقيقة مسلم بها قد تصبح في يوم آخر مجرد كذبة, أتمنى أن القاكم على خير في مقال قادم,

— Share It —

• Facebook
• Twitter
• Google+
• Linkedin
• Pin It

About Mudar Tayy

Hello! My name is Mudhar, and I like blogging, and turtles, and few other things, I use my blogs to speak up to the world, and to teach my followers a thing or two.