متى سنتوقف عن التطور؟- ج1

نعم وفي ظل كل هذا التطور المعلوماتي والتقني الذي وصلنا إليه متى نتوقف عن التطور؟ متى نصل إلى أقصى حدودنا؟

حسناً السؤال يحمل في طياته الكثير من الغموض فمعرفة أو توقع متى نتوقف عن التطور هو يشبه العلم بالغيب, لكن دعونا نستعرض بعضاً من الأدلة وأقوال المؤيدين والمعارضين لفكرة"الوصول إلى أقصى حد من التطور التقني".

قانون مور:

قد سمعتم من قبل بهذه القاعدة أو بهذا الأسم"جوردن مور" وإن لم تسمعوا به من قبل فدعوني أعرفكم عليه:

(ايرل غوردون مور هو المؤسس المشارك والرئيس الفخري لشركة إنتل وكاتب لقانون مور) "كما تعرفه الموسوعة الحرة ويكيببيديا".

وكما المكتوب أعلاه فهو كاتب قانون مور الذي يقول وبوضوح:(أن عدد الترانزستورات على شريحة المعالج يتضاعف وبدون تكلفة إضافية كل 48 شهراً "عامين").

ما معناه أنه عدد الترانزستورات (إن نطقتها بشكل صحيح) الموجودة على شريحة المعالج يتضاعف عددها (يصغر حجمها ويزداد عددها على شريحة المعالج التي هي أيضاً يصغر حجمها)  وبدون تكلفة إضافية (تكلفة الأبحاث الكثيرة التي تصرف على تطوير تقنية مستقبلية) كل عامين.

حسناً تقول أنت الآن وما المشكلة هذا الرجل وضع قانوناً وعلى ما يبدو أن كل شيء يسير على ما يرام, لا لا يسير كل شيء على ما يرام فقانون مور أقترب من نهايته (المتوقعة في 2020) والسبب هو: أنه عدد الترانزستورات أصبح كبير جداً وحجمها أصبح صغير جداً وقريباً حجمها سيصبح صغيراً لدرجة أنه لا يمكن جعله أصغر من هذا وفق القواعد الفيزيائية الطبيعية, وستصغر لتصبح بالحجم الذري وهو أصغر جسم مادي يسير على قوانين الفيزياء المعروفة في عالمنا!

حسناُ بالطبع هناك حل بديل فدائماً نحن البشر نجد حلولاً ولكن هل هذا الحل فعلاً فعال؟ دعونا نرى:

الحل البديل هو أن نستبدل المعالجات التي نعمل عليها الآن ونغير قوانين برمجة الحاسوب تماماً للأبد ونعمل على طريقة جديدة قديمة لعمل المعالجات وقد تفتح هذه الطريقة آفاقاً جديدة أمامنا.

الطريقة هي "الحواسيب الكمية" وهي بشكل بسيط جداً (قوانين فيزياء الكم) + (الحوسبة) = (الحوسبة الكمومية)

فقوانين الفيزياء في العالم الصغير جداً (أصغر من الذرة) مختلفة تماماً عن قوانيننا المعروفة, ودعوني أعطيكم احد أشهر هذه القوانين وهو مرتبط بشكل وثيق بتلك القطة التي قد سمع معظمكم عنها (كما اتمنى) وهي قطة شرودنجر طبعاً لن أشرح لكم عن هذا القانون فسأحتاج عندها لمقال آخر, ولكن دعوني أعطيكم الخلاصة منه:( في عالم الفيزياء الكمية يمكن لجسم أن يكون في حالتين مختلفتين تماماً في نفس الوقت, يمكن أن يكون الجسم المادي حافلة وسيارة في نفس الوقت, ويمكن لقطة أن تكن حية وميتة في نفس الوقت ...)

وبالعودة للحوسبة الكمومية يمكن "للبت" (والمسمى كيوبيت في الحوسبة الكمومية أي "البت الكمي") أن يكون صفر او واحداً او صفراً وواحداً في نفس الوقت!!!

نعم الموضوع يبدو معقداً وغير منطقياً البتة ولكنه حقيقي وموجود وتطبيقه على الحواسيب ستغير عالم الحوسبة للأبد حيث سيعالج الحاسوب العمليات الحسابية بملايين أضعاف السرعات المتداولة وسيفيد هذا الشيء في علوم الفضاء وفي الأبحاث الطبية وفي الأبحاث العلمية وسيأخذنا لمراحل جديدة تماماً من التطور والتقنية.

حسناً على ما يبدو أن الموضوع يبدو جيداً بل مذهلا ً ويسير على نحو جيد إذا ما المشكلة تقول أنت.

المشكلة هي وبالرجوع إلى قوانين فيزياء الكم:( فالجسم يمكن أن يكون بحالتين مختلفتين في نفس الوقت لكن إذا نظر أحد إلى هذا الجسم فعلى الجسم أن يثبت على حالة واحدة فقط ولا يمكن أن يكون كلا الحالتين).

إذاً وبالعودة إلى الحوسبة الكمومية فالكيوبت يمكن أن يكون واحد وصفر في نفس الوقت ولكن إذا تم قياسه فسيثبت على حالة واحدة فقط, وهكذا سيعود ويصبح حاسوب عادي يعمل على قوانين الفيزياء العادية ولا يختلف شيئاً عن الحواسيب الحالية, وفقط العاملون بمجال الحاسوب يعلمون صعوبة ألا يتم قياس البت فهذه بحد ذاتها مشكلة كبيرة.

ولكن يقال أنه تم تجاوزها وسأعطيكم مثالاُ على حاسوب كمومي مثير للجدل"موجود" و"يعمل" اليوم وهو

D-Wave 

الحاسوب المثير للجدل الذي تم صنعه من قبل الشركة التي تعمل نفس أسمه, وتقول الشركة المصنعة له أنه اول حاسوب كمومي في العالم مطروح للأستخدام التجاري, وتقول بأنه الأفضل في العالم في مجال الحوسبة الكمومية.

حسناً المشككون في هذه الشركة قاموا بدراسات على هذا الحاسوب ووجدوا أنه لا يتوافق مع أي من قوانين الكم , وعلى الرغم من هذا ما زالت الشركة المصنعة له تصر على موقفها بأنه حاسوب كمي متجاهلة كل التشكيك والأنتقاد الموجه لحاسوبها "الكمي".

ونبقى نحن في حيرة من أمرنا هل نصدق الشركة أم المشككين وبالطبع لا يصعب شيء على العلم والبشرية وحتى لو لم يكن حاسوب د-وايف فعلاً أول حاسوب كمي فأنا أتوقع أن يوجد واحد يوماً وأترككم أعزائي اليوم مع نهاية الجزء الأول من مقال "متى سنتوقف عن التطور؟" ولي عودة معكم في الجزء الثاني.

— Share It —

• Facebook
• Twitter
• Google+
• Linkedin
• Pin It

About Mudar Tayy

Hello! My name is Mudhar, and I like blogging, and turtles, and few other things, I use my blogs to speak up to the world, and to teach my followers a thing or two.